تقبَّل الله منك..ولكن
تَقَبَّل الله منك... ولكن لنا معك- أخى الحاج- بعض الوقفات!! * فإذا كنتَ حاجاً حجة الفريضة.. فتقبَّل الله منك وأتمَّ لك دينك، وقَبِلَ منك فريضة الحاج، ووسَّع عليك، وأعطاك خيراً مما أنفقت من جهد ومن مال.. * وإذا كنت حاجاً حجة ثانية.. أو تحجّ عن والديك أو أحد المسلمين.. أو تحج لأنك مسؤول عن قافلة حجيج.. فأيضاً.. نقول لك: - تقبل الله منك... ومن والديك.. * وإذا كنتَ تحج الحجة الثالثة أو العشرين، أو الثلاثين- متنفّلاً- سواء كنت مع شركة سياحية تلتزم لك بحج فى مستوى أربعة نجوم أو خمسة نجوم.. أو تحج بأية وسيلة- أو مستوى- آخر.. فنحن لا نملك إلا أن نقول لك- على شىء من الغضاضة- تقبل الله منك أيضاً... ولكن... * * *
ولكن من جانب آخر نقول لك: إننا نخشى عليك من أن تكون حجتك- لاقدَّر الله- قد اعتبرت رحلة سياحية.. ونخشى- كذلك- أن نقول لك: إنك أيها الحاج.. ربما خَسِرت- فى التصفية النهائية للحسنات والسيئات!! * ذلك لأنك- أولا- تجاهلت واقع بلدك، ونحن واثقون بأن كل بلد إسلامى لا يخلو ممن يحتاجون للعون، طلاب علم، أو طلاب زواج، أو طلاب مسكن، أو طلاب عون مالى.. لفقرهم... * وقد تجاهلت أيضاً مكانة فرض العين وفرض الكفاية في الجهاد وحق الأخوة الإسلامية. * وقد تجاهلت أيضاً.. بلاداً إسلامية تعيش مِحَناً حقيقية، ولسان حالها ومقالها يقول لك ولكل المسلمين: قفوا معنا.. أغيثونا.. أعطونا الغذاء والدواء.. وما نشترى به السلاح لندافع عن دينكم وديننا.. وعن أمة الإسلام كلها. هكذا يقول الفلسطينيون والأفغان والصوماليون والعراقيون بلسان المقال والحال! - وقد تجاهلت الأمة الإسلامية كلها، وحاجاتها الزراعية والصناعية والعلمية والاجتماعية والثقافية التى ترفعها من هذه المستويات المتدنّية التى لا تليق بأمة القرآن ومحمد عليه السلام.. - وربما كان ما تتكلفه- يا حاج النافلة والشركات السياحية- إذا جمع مع ما أنفقه إخوانك من الطبقة الثرية.. يصل إلى مئات الملايين الدولارية.. وربما أنقذ عشرات الألوف من اغتيال (التنصير) لهم. وربما أنقذهم من الفقر المدقع والأمراض الكثيرة التى تنتشر بينهم وتكاد تفتك بهم، وتجعلهم أرضاً خصبة للتنصير والمنصِّرين حاملى المساعدات والمعونات فى كل المجالات..!! - فيا أخى الحاج للمرة العاشرة أو العشرين.. أخشى أن يحاسبك الله على تقصيرك فى حق هؤلاء المسلمين المهددين فى دينهم وأرضهم.. - فكر فيهم جيداً.. وفى أبناء وطنك العاجزين عن التعليم أو الزواج أو العمل أو المسكن.. وتذكر أن المسلم للمسلم كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً. وتذكر أنك ستُسأل عنهم {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (الفتح: 29) وأخشى أن تخسر فى التصفية النهائية {كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوْنَهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ} (التكاثر: 5- 8 )
* أ.د عبد الحليم عويس
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية
رئيس تحرير مجلة التبيان
تَقَبَّل الله منك... ولكن لنا معك- أخى الحاج- بعض الوقفات!! * فإذا كنتَ حاجاً حجة الفريضة.. فتقبَّل الله منك وأتمَّ لك دينك، وقَبِلَ منك فريضة الحاج، ووسَّع عليك، وأعطاك خيراً مما أنفقت من جهد ومن مال.. * وإذا كنت حاجاً حجة ثانية.. أو تحجّ عن والديك أو أحد المسلمين.. أو تحج لأنك مسؤول عن قافلة حجيج.. فأيضاً.. نقول لك: - تقبل الله منك... ومن والديك.. * وإذا كنتَ تحج الحجة الثالثة أو العشرين، أو الثلاثين- متنفّلاً- سواء كنت مع شركة سياحية تلتزم لك بحج فى مستوى أربعة نجوم أو خمسة نجوم.. أو تحج بأية وسيلة- أو مستوى- آخر.. فنحن لا نملك إلا أن نقول لك- على شىء من الغضاضة- تقبل الله منك أيضاً... ولكن... * * *
ولكن من جانب آخر نقول لك: إننا نخشى عليك من أن تكون حجتك- لاقدَّر الله- قد اعتبرت رحلة سياحية.. ونخشى- كذلك- أن نقول لك: إنك أيها الحاج.. ربما خَسِرت- فى التصفية النهائية للحسنات والسيئات!! * ذلك لأنك- أولا- تجاهلت واقع بلدك، ونحن واثقون بأن كل بلد إسلامى لا يخلو ممن يحتاجون للعون، طلاب علم، أو طلاب زواج، أو طلاب مسكن، أو طلاب عون مالى.. لفقرهم... * وقد تجاهلت أيضاً مكانة فرض العين وفرض الكفاية في الجهاد وحق الأخوة الإسلامية. * وقد تجاهلت أيضاً.. بلاداً إسلامية تعيش مِحَناً حقيقية، ولسان حالها ومقالها يقول لك ولكل المسلمين: قفوا معنا.. أغيثونا.. أعطونا الغذاء والدواء.. وما نشترى به السلاح لندافع عن دينكم وديننا.. وعن أمة الإسلام كلها. هكذا يقول الفلسطينيون والأفغان والصوماليون والعراقيون بلسان المقال والحال! - وقد تجاهلت الأمة الإسلامية كلها، وحاجاتها الزراعية والصناعية والعلمية والاجتماعية والثقافية التى ترفعها من هذه المستويات المتدنّية التى لا تليق بأمة القرآن ومحمد عليه السلام.. - وربما كان ما تتكلفه- يا حاج النافلة والشركات السياحية- إذا جمع مع ما أنفقه إخوانك من الطبقة الثرية.. يصل إلى مئات الملايين الدولارية.. وربما أنقذ عشرات الألوف من اغتيال (التنصير) لهم. وربما أنقذهم من الفقر المدقع والأمراض الكثيرة التى تنتشر بينهم وتكاد تفتك بهم، وتجعلهم أرضاً خصبة للتنصير والمنصِّرين حاملى المساعدات والمعونات فى كل المجالات..!! - فيا أخى الحاج للمرة العاشرة أو العشرين.. أخشى أن يحاسبك الله على تقصيرك فى حق هؤلاء المسلمين المهددين فى دينهم وأرضهم.. - فكر فيهم جيداً.. وفى أبناء وطنك العاجزين عن التعليم أو الزواج أو العمل أو المسكن.. وتذكر أن المسلم للمسلم كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً. وتذكر أنك ستُسأل عنهم {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (الفتح: 29) وأخشى أن تخسر فى التصفية النهائية {كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوْنَهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ} (التكاثر: 5- 8 )
* أ.د عبد الحليم عويس
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية
رئيس تحرير مجلة التبيان