الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له ولم يتخذ صاحبةً ولا ولداً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله وصفوة خلقه صلى الله عليه وءاله وسلم ، أما بعد ...
فقد كنا ونحن في مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية ما نكاد نسمع المدرس يسأل عن الخلافة العثمانية إلا ونجيب بأنها خلافة الجهل والفقر والمرض ، ومرت عشرات السنين وما زال هذا الثالوث المنفر عالقاً بالأذهان ، وكأنه المعنى المساوي لهذه الخلافة والملازم لها ، وهو بمثابة إيجاز واختصار مُخِلّ لهذه الحقبة ، لا يخلو من ظلم وتعسف وهوىً في قراءة أحداث التاريخ ، وعلى ذلك المفهوم تربَّت أجيال - وبئس التربية - وإنما أراد المزورون والمفترون تشويه كلمة الخلافة طالما لم يستطيعوا محوها من التاريخ ، فعمدوا إلى تزوير معاني التاريخ ، بل تعدى الأمر ذلك فجاروا على الخلافة الأموية والعباسية ، بل الخلافة التي كانت على منهاج النبوة ، والغرض واضح وهو أن لا يفكر أهل الإسلام في العودة الإتحاد والتجمُّع تحل لواء واحد ألا وهو الإسلام ، فإذا راجعت المناهج التي يدرسونها للطلاب عن الخلافة الراشدة تجد الكذب والبهتان واختلاق القصص مثلا رفع المصاحف على أسنة الرماح ، وخداع الصحابي الجليل عمرو بن العاص لأخيه الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنهما ، والسب بين أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وبين كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم اجعلهُ هادياً مهديَّاً ".
كل هذا وغيره من الإختلاق المتعمد والكذب الأصلع ، فإن كان سهُل عليهم هذا الفعل الشنيع في حق خير القرون وخير البشر بعد الأنبياء ، فما بالك فيمن دونهم مثل هارون الرشيد رحمه الله الذي لم ينفكوا عن إلصاق الخمر والجواري به ، ذلك الخليفة المجاهد الذي كان يحج عاما ويغزو عاما ، الذي لما رأى من نقفور ملك الروم عصيانا على الجزية التي كانت يدفعها أسلافه أرسل إليه خطاباً جاء فيه " أما بعد ، فمن هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ، فإن الأمر ما ترى لا ما تسمع " وأجرَّد له جيشاً!جرارا أذله وأخضعه وعرَّفه قدره وقدر المسلمين.
ثم ما بالك بالسلطان عبد الحميد مثلاً ، أيتورعون عن الكذب عليه واختلاق الكذب والزور والبهتان ؟
إني حين أقرأ عن هذا الرجل في التاريخ المزوَّر أضحك ولكن بمرارة ، رجلٌ ألصقوا به كل العار والسوء ، وهو القائل بكل عزة - حين عرض عليه هرتزل قرضاً قدره خمسين مليوناً ذهبية منها مليون كامل لخزانته الخاصة مقابل إنشاء مستعمرة صغيرة لليهود قرب القدس - قال بكل عزة ورجولة " بلِّغوا هرتزل ألا يبذل بعد اليوم جهدا في هذه المساومة ، فلست مستعداً للتخلي عن شبر واحدٍ من أرض المسلمين ، ولستُ مستعداً أن أتحمل في التاريخ وصمة بيع بلدٍ فتحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ".
فجاء اليوم الأفاكون زبانية الطواغيت الذين باعوا الأرض والعرض ليرموا الرجل بدائهم .
للأسف يردد الكثير منا التاريخ المزور دون تمحيص كالببغاوات ، وكأننا لسنا أمَّة الإسناد ، وكأن ليس عندنا المراجع الصادقة التي كتبها المسلمون العُدُول ، التي تنطق بالحقيقة بتجرُّد ودون إفراطٍ ولا تفريط .
من هذا المنطلق جاء كتاب الدكتور / علي محمد الصلابي عن تاريخ الدولة العثمانية ، ليعلم المسلمون حال هذه الخلافة بتجرُّدٍ وصدق . ولينظروا من نافذة التاريخ ليعلموا عوامل نهضة العثمانيين ومعاول تهدُّم بنيان تلك الدولة التي كانمت أبية ، صدق فيها قول الشاعر :
تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسُّراً >> وإذا افترقن تكسَّرَت ءاحاداً .
خرج الكتاب ملتزماً بالبحث العلمي المتجرد المنصف ليوقف من أراد الحقيقة على مبتغاه ،.. دون إفراطٍ ولا تفريط .
وسأنقله تباعاً إن شاء الله علَّ متابِعا ممن يريدون الرجوع إلى قواعد البحث والتحري في نقل الأخبار يعجبه الأمر ويسعده فيلتزم بما كان عليه أسلافنا من التعلُّم قبل التكلُّم .
فقد كنا ونحن في مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية ما نكاد نسمع المدرس يسأل عن الخلافة العثمانية إلا ونجيب بأنها خلافة الجهل والفقر والمرض ، ومرت عشرات السنين وما زال هذا الثالوث المنفر عالقاً بالأذهان ، وكأنه المعنى المساوي لهذه الخلافة والملازم لها ، وهو بمثابة إيجاز واختصار مُخِلّ لهذه الحقبة ، لا يخلو من ظلم وتعسف وهوىً في قراءة أحداث التاريخ ، وعلى ذلك المفهوم تربَّت أجيال - وبئس التربية - وإنما أراد المزورون والمفترون تشويه كلمة الخلافة طالما لم يستطيعوا محوها من التاريخ ، فعمدوا إلى تزوير معاني التاريخ ، بل تعدى الأمر ذلك فجاروا على الخلافة الأموية والعباسية ، بل الخلافة التي كانت على منهاج النبوة ، والغرض واضح وهو أن لا يفكر أهل الإسلام في العودة الإتحاد والتجمُّع تحل لواء واحد ألا وهو الإسلام ، فإذا راجعت المناهج التي يدرسونها للطلاب عن الخلافة الراشدة تجد الكذب والبهتان واختلاق القصص مثلا رفع المصاحف على أسنة الرماح ، وخداع الصحابي الجليل عمرو بن العاص لأخيه الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنهما ، والسب بين أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وبين كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم اجعلهُ هادياً مهديَّاً ".
كل هذا وغيره من الإختلاق المتعمد والكذب الأصلع ، فإن كان سهُل عليهم هذا الفعل الشنيع في حق خير القرون وخير البشر بعد الأنبياء ، فما بالك فيمن دونهم مثل هارون الرشيد رحمه الله الذي لم ينفكوا عن إلصاق الخمر والجواري به ، ذلك الخليفة المجاهد الذي كان يحج عاما ويغزو عاما ، الذي لما رأى من نقفور ملك الروم عصيانا على الجزية التي كانت يدفعها أسلافه أرسل إليه خطاباً جاء فيه " أما بعد ، فمن هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ، فإن الأمر ما ترى لا ما تسمع " وأجرَّد له جيشاً!جرارا أذله وأخضعه وعرَّفه قدره وقدر المسلمين.
ثم ما بالك بالسلطان عبد الحميد مثلاً ، أيتورعون عن الكذب عليه واختلاق الكذب والزور والبهتان ؟
إني حين أقرأ عن هذا الرجل في التاريخ المزوَّر أضحك ولكن بمرارة ، رجلٌ ألصقوا به كل العار والسوء ، وهو القائل بكل عزة - حين عرض عليه هرتزل قرضاً قدره خمسين مليوناً ذهبية منها مليون كامل لخزانته الخاصة مقابل إنشاء مستعمرة صغيرة لليهود قرب القدس - قال بكل عزة ورجولة " بلِّغوا هرتزل ألا يبذل بعد اليوم جهدا في هذه المساومة ، فلست مستعداً للتخلي عن شبر واحدٍ من أرض المسلمين ، ولستُ مستعداً أن أتحمل في التاريخ وصمة بيع بلدٍ فتحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ".
فجاء اليوم الأفاكون زبانية الطواغيت الذين باعوا الأرض والعرض ليرموا الرجل بدائهم .
للأسف يردد الكثير منا التاريخ المزور دون تمحيص كالببغاوات ، وكأننا لسنا أمَّة الإسناد ، وكأن ليس عندنا المراجع الصادقة التي كتبها المسلمون العُدُول ، التي تنطق بالحقيقة بتجرُّد ودون إفراطٍ ولا تفريط .
من هذا المنطلق جاء كتاب الدكتور / علي محمد الصلابي عن تاريخ الدولة العثمانية ، ليعلم المسلمون حال هذه الخلافة بتجرُّدٍ وصدق . ولينظروا من نافذة التاريخ ليعلموا عوامل نهضة العثمانيين ومعاول تهدُّم بنيان تلك الدولة التي كانمت أبية ، صدق فيها قول الشاعر :
تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسُّراً >> وإذا افترقن تكسَّرَت ءاحاداً .
خرج الكتاب ملتزماً بالبحث العلمي المتجرد المنصف ليوقف من أراد الحقيقة على مبتغاه ،.. دون إفراطٍ ولا تفريط .
وسأنقله تباعاً إن شاء الله علَّ متابِعا ممن يريدون الرجوع إلى قواعد البحث والتحري في نقل الأخبار يعجبه الأمر ويسعده فيلتزم بما كان عليه أسلافنا من التعلُّم قبل التكلُّم .