الرئيسية
أحدث الصور
كل سنة وأنت طيب
بقلم / هناء مصطفى
لا شك أن عبارة (كل سنة وأنت طيب ) لها وقع جميل فهي تبهج القلب وتجول فيه حبا وودا
, بالرغم من قصرها إلا أنها تروى النفس بالطمأنينة و بالأمل, والمصريون استطاعوا خلال السنوات الأخيرة أن يجدوا مترادفات لمعظم الألفاظ لتصنع معان أخرى , ومن لا يفهمها يتهم بالسطحية والسذاجة كان يقال لك (أنت رجل طيب)اى انك لا مؤاخذه ( أهبل) , و(كل سنة وأنت طيب) فهي تعبير عن خيبة الأمل وانعدام الرجاء , على الرغم من اننى لست ممن يستخدمون تلك المفردات إلا اننى اجدنى مضطرة هنا أن اخضع لسلوك الغالبية اللغوي فهو الأنسب هنا0والضرورات تبيح المحظورات0
كل سنة وأنت طيب أقولها للمصريين ولجميع القوى السياسية والحقوقية الفاعلة ومؤيدها ومريدها الذين حاولوا قمع تطلعات الابن على مدى أكثر من عشر سنوات , فمخطط التوريث يسير الآن أسرع مما نتصور وأصبحنا على هامش اهتمام مخططيه ومدبريه ومنفذيه الذين أصبحوا يتعاملون معنا على طريقة دع الكلاب تعوي والقافلة تسير , (والله أنت طيب ) اقولها لمن صدقوا تصريحات عواجيز الحزب الوطني أن تحركات المدعو مجدي الكردي التي انطلقت واستبقت زيارة الرئيس الأخيرة لواشنطن إنما هي من بنات افكارة وان الرجل فقط يهيم حبا في شخصية الوريث وليست من آليات التوريث وان ملصقات التأييد الحزب الحاكم لا يعلم عنها شيئا 0
فتواجد نجل الرئيس السيد جمال فجأة ضمن الوفد المصري في البيت الأبيض وتأكيد الإعلام العبري على لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلى, هذا ليس مطمئنا وليس أمرا هينا سيما أن الوريث لا يحمل إيه صفة رسمية تسمح له بالتواجد في البيت الأبيض حدث هذا
في الوقت الذي حاول المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن يفهمنا أن السيد جمال إنما ذهب إلى البيت الأبيض فقط لمصاحبة والده لأنه بن بار وكأن الابن الأكبر(اللي في وشه القبول ) ليس كذلك , كل سنة وأنت طيب أقولها لمن استنكروا واستبعدوا تصديق التقارير الأجنبية التي نبهت منذ أكثر من خمس سنوات إلى أن مخطط التوريث مرسوم باعتزال الأب لأسباب صحية وان تواجد الابن على سده الحكم سيتم فى حياته, كل سنة وأنت طيب أقولها لكل من تفاءل بالخير و انفرجت أساريره من تصريحات الرئيس مبارك أن مصر تخضع للحكم الجمهوري ولن تورث ,كل سنة وأنت طيب لمن عولوا على سعد الدين إبراهيم ومن هم على شاكلته ,
كل سنة وأنت طيب لصفوف المعارضة المنقسمة والمتخبطة في مواقفها , كل سنة وأنت طيب أقولها للكسالى من أبناء الوطن الحزين الذين صنفوا بأنهم أكثر الشعوب تدينا و اكتفوا بـ (حسبي الله ونعم الوكيل ), و(ويمكرون ويمكر الله ) ولم يفكروا يوما في الأخذ بالأسباب و الانضمام إلى احد الأحزاب أو للحركات الوطنية وظلوا في أسرتهم يتمرغون و يتثاءبون إلى أن وهنت تلك القنوات الشرعية وماتت إكلينيكيا و شيعت على ما يبدو إلى غير رجعة ,
وكل سنة وأنت (غير) طيب أقولها لمرضى داء السلطة الذين استحلوا شرفاء المعارضة واحدا تلو الاخروحاولوا اغتيالهم سياسيا وهموا باغتيال آخر المعارضين المحترمين لان طاولته احتوت مشروب احمر وتناسوا انه حر فيما يشرب –إن كان يشرب- طالما لم يشرب من دمنا 0
وكل سنة وأنت طيب 0
هناء مصطفى
كاتبة وصحفية مصرية
بقلم / هناء مصطفى
لا شك أن عبارة (كل سنة وأنت طيب ) لها وقع جميل فهي تبهج القلب وتجول فيه حبا وودا
, بالرغم من قصرها إلا أنها تروى النفس بالطمأنينة و بالأمل, والمصريون استطاعوا خلال السنوات الأخيرة أن يجدوا مترادفات لمعظم الألفاظ لتصنع معان أخرى , ومن لا يفهمها يتهم بالسطحية والسذاجة كان يقال لك (أنت رجل طيب)اى انك لا مؤاخذه ( أهبل) , و(كل سنة وأنت طيب) فهي تعبير عن خيبة الأمل وانعدام الرجاء , على الرغم من اننى لست ممن يستخدمون تلك المفردات إلا اننى اجدنى مضطرة هنا أن اخضع لسلوك الغالبية اللغوي فهو الأنسب هنا0والضرورات تبيح المحظورات0
كل سنة وأنت طيب أقولها للمصريين ولجميع القوى السياسية والحقوقية الفاعلة ومؤيدها ومريدها الذين حاولوا قمع تطلعات الابن على مدى أكثر من عشر سنوات , فمخطط التوريث يسير الآن أسرع مما نتصور وأصبحنا على هامش اهتمام مخططيه ومدبريه ومنفذيه الذين أصبحوا يتعاملون معنا على طريقة دع الكلاب تعوي والقافلة تسير , (والله أنت طيب ) اقولها لمن صدقوا تصريحات عواجيز الحزب الوطني أن تحركات المدعو مجدي الكردي التي انطلقت واستبقت زيارة الرئيس الأخيرة لواشنطن إنما هي من بنات افكارة وان الرجل فقط يهيم حبا في شخصية الوريث وليست من آليات التوريث وان ملصقات التأييد الحزب الحاكم لا يعلم عنها شيئا 0
فتواجد نجل الرئيس السيد جمال فجأة ضمن الوفد المصري في البيت الأبيض وتأكيد الإعلام العبري على لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلى, هذا ليس مطمئنا وليس أمرا هينا سيما أن الوريث لا يحمل إيه صفة رسمية تسمح له بالتواجد في البيت الأبيض حدث هذا
في الوقت الذي حاول المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن يفهمنا أن السيد جمال إنما ذهب إلى البيت الأبيض فقط لمصاحبة والده لأنه بن بار وكأن الابن الأكبر(اللي في وشه القبول ) ليس كذلك , كل سنة وأنت طيب أقولها لمن استنكروا واستبعدوا تصديق التقارير الأجنبية التي نبهت منذ أكثر من خمس سنوات إلى أن مخطط التوريث مرسوم باعتزال الأب لأسباب صحية وان تواجد الابن على سده الحكم سيتم فى حياته, كل سنة وأنت طيب أقولها لكل من تفاءل بالخير و انفرجت أساريره من تصريحات الرئيس مبارك أن مصر تخضع للحكم الجمهوري ولن تورث ,كل سنة وأنت طيب لمن عولوا على سعد الدين إبراهيم ومن هم على شاكلته ,
كل سنة وأنت طيب لصفوف المعارضة المنقسمة والمتخبطة في مواقفها , كل سنة وأنت طيب أقولها للكسالى من أبناء الوطن الحزين الذين صنفوا بأنهم أكثر الشعوب تدينا و اكتفوا بـ (حسبي الله ونعم الوكيل ), و(ويمكرون ويمكر الله ) ولم يفكروا يوما في الأخذ بالأسباب و الانضمام إلى احد الأحزاب أو للحركات الوطنية وظلوا في أسرتهم يتمرغون و يتثاءبون إلى أن وهنت تلك القنوات الشرعية وماتت إكلينيكيا و شيعت على ما يبدو إلى غير رجعة ,
وكل سنة وأنت (غير) طيب أقولها لمرضى داء السلطة الذين استحلوا شرفاء المعارضة واحدا تلو الاخروحاولوا اغتيالهم سياسيا وهموا باغتيال آخر المعارضين المحترمين لان طاولته احتوت مشروب احمر وتناسوا انه حر فيما يشرب –إن كان يشرب- طالما لم يشرب من دمنا 0
وكل سنة وأنت طيب 0
هناء مصطفى
كاتبة وصحفية مصرية
