.
قال ابن الجوزي رحمه الله :
سبحان الملك العظيم الذي من عرفه خافه ،
و ما أمن مكره قط من عرفه .
لقد تأملت أمراً عظيماً ،
إنه عز وجل يمهل حتى كأنه يهمل ،
فترى أيدي العصاة مطلقة كأنه لا مانع .
فإذا زاد الإنبساط ،
و لم ترعو العقول ،
أخذ أخذ جبار .
و إنما كان ذلك الإمهال ليبلو صبر الصابر ،
و ليملي في الإمهال للظالم ،
فيثبت هذا على صبره ،
و يجزي هذا بقبيح فعله .
مع أن هنالك من الحلم في طي ذلك ما لا نعلمه .
فإذا أخذ عقوبة ، رأيت على كل غلطة تبعة .
و ربما جمعت فضرب العاصي بالحجر الدامغ .
و ربما خفي على الناس سبب عقوبته ،
فقيل فلان من أهل الخير فما وجه ماجرى له ؟
فيقول القدر : حدود لذنوب خفية ، صار إستيفاؤها ظاهراً .
فسبحان من ظهر حتى لا خفاء به ،
و إستتر حتى كأنه لا يعرف .
و أمهل حتى طمع في مسامحته ،
و ناقش حتى تحيرت العقول من مؤاخذته ،
فلا حول و لا قوة إلا با الله
.