ضواء القمر

أهلا بك أيها القادم إلى ضواء القمر

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ضواء القمر

أهلا بك أيها القادم إلى ضواء القمر

ضواء القمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عقيدة وعبادات ومعاملات ومذاهب ولغة

20  حديثاً في الخيرية Fawzan 20  حديثاً في الخيرية Iftaa 20  حديثاً في الخيرية Mnjeed
20  حديثاً في الخيرية Ebn-baz 20  حديثاً في الخيرية OSEMEEN 20  حديثاً في الخيرية Jabreen
في بيانها السادس..الهيئة الشرعية تطالب بإقالة المجترئين على الدين.. عناصر إيرانية ومن "حزب الله" تقمع المحتجين في درعا.. مصادر مطلعة تؤكد مقتل "خميس القذافي" . .مقربون من القذافي يبحثون عن خروج مشرف له.. والثوار يرفضون مبدأ التفاوض .. القربي: الرئيس اليمني يقترب من اتفاق لنقل السلطة .. استمرار تأجيل قضية خالد سعيد إداريا بسبب الغياب الأمني .. مسؤول بالبنك المركزي: المقر خال من المستندات.. وتم إخلاؤه منذ 7 أشهر . .الشرطة الجزائرية تتصدى لمسيرة جديدة نظمتها المعارضة بوسط العاصمة

3 مشترك

    20 حديثاً في الخيرية

    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 13.11.10 21:00


    20 حديثاً في الخيرية


    الحديث الأول:

    "خيرية ركعتي الفجر"

    عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها»
    ( رواه مسلم برقم (725).).

    هذا الحديث فيه دلالة على أفضلية ركعتي الفجر، وأنها خير من الدنيا وما فيها من أثاث ومتاع، ويدل أيضا على استحباب تعاهدهما وكراهية التفريط فيهما لا فيهما من الأجر العظيم.
    -قوله: «ركعتا الفجر»، أي سنة الفجر وهي مشهورة بهذا الاسم، ولا يمكن أن تُحمل على الفرض.
    -قوله: «خير من الدنيا»، أي خير من أن يُعطى تمام الدنيا في سبيل الله تعالى، أو هو على اعتقادهم أن في الدنيا خيرا، وإلا فذرة من الآخرة لا تساويها الدنيا وما فيها ( سنن النسائي بشرح جلال الدين السيوطي (3/253).).
    وقد استدل بهذا الحديث على أن ركعتي الفجر أفضل من الوتر وهو أحد قولي الشافعي. ووجه الدلالة أنه صلى الله عليه وسلم جعل ركعتي الفجر خيرا من الدنيا وما فيها، وجعل الوتر خيرا من حمر النعم، وحمر النعم جزء مما في الدنيا، ومن العلماء من ذهب إلى أن الوتر وركعتي الفجر سواء في الأفضلية( الشوكاني، نيل الأوطار، (3/25) ما بعدها).
    ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر، كما جاء في الحديث: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر»( رواه البخاري برقم (1165) ومسلم برقم (729).).
    وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يتركهما حضرا ولا سفرا ( ابن قيم الجوزية، زاد المعاد (1/308).)

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 13.11.10 21:15


    الحديث الثاني
    "خيرية صفوف الرجال والنساء في الصلاة"

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها»
    (رواه مسلم برقم (440). ).

    -قوله: «خير صفوف الرجال أولها» أي: أكثرها أجرا وهو الصف الأول، الذي تصلي الملائكة على من صلى فيه، فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول»، قالوا: يا رسول الله وعلى الثاني؟ قال: «وعلى الثاني»
    ( رواه الإمام أحمد برقم (22259). وابن ماجة برقم (1000) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (997).).
    والصف الأول الممدوح الذي قد وردت الأحاديث بفضله والحث عليه، هو الصف الذي يلي الإمام, سواء جاء صاحبه متقدما أو متأخرا, وسواء تخلله مقصورة ونحوها أم لا.
    وقال بعض العلماء: الصف الأول هو المتصل من طرف المسجد إلى طرفه، لا يتخلله مقصورة ونحوها.
    وقيل: الصف الأول عبارة عن مجيء المصلي إلى المسجد أولا، وإن صلى في الصف متأخرا.
    ورجح النووي القول الأول، وقال في القولين الآخرين: (وهذان القولان غلط صريح) ( شرح صحيح مسلم (4/120).).
    -قوله: «وشرها آخرها» وإنما كان شرها لما فيه من ترك الفضيلة الحاصلة بالتقدم إلى الصف الأول( الشوكاني، نيل الأوطار، (3/219).).
    -قوله: «وخير صفوف النساء آخرها» إنما كان خيرها لما في الوقوف فيه من البعد عن مخالطة الرجال، بخلاف الوقوف في الصف الأول من صفوفهن فإنه مظنة لتعلق القلب بهم المتسبب عن رؤيتهم وسماع كلامهم، ولهذا كان شرها.
    قال النووي في شرح الحديث: (أما صفوف الرجال فهي على عمومها، فخيرها أولها أبدا وشرها آخرها أبدا، أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال، وأما إذا
    صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آخرها. والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثوابا وفضلا وأبعدها من مطلوب الشرع، وخيرها بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن عن رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك) ( شرح صحيح مسلم (4/120-121).).
    ويؤخذ من هذا الحديث أن صلاة النساء صفوفا جائزة من غير فرق بين كونهن مع الرجال أو منفردات وحدهن( الشوكاني، نيل الأوطار، (3/219).)

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 13.11.10 21:23


    الحديثالثالث
    "خيرية تسوية الصفوف في الصلاة"

    عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خياركم ألينكم مناكب في الصلاة»
    ( رواه أبو داود برقم (658) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (32645).).
    -قوله: «خياركم» أي: في الأخلاق والآداب ( ابن قيم الجوزية، عون المعبود، (2/366).).
    -قوله: «ألينكم مناكب». معناه: إذا كان في الصف وأمره أحد بالاستواء ,أو بوضع يده على منكبيه, ينقاد ولا يتكبر، فالمعنى أسرع انقيادا ( ابن قيم الجوزية، عون المعبود، (2/366).).
    قال الخطابي: (معنى لين المناكب لزوم السكينة في الصلاة والطمأنينة فيها لا يلتفت ولا يحاك بمنكبية منكب صاحبه. وقد يكون فيه وجه آخر وهو أن لا يمتنع على من يريد الدخول بين الصفوف؛ ليسد الخلل أو لضيق المكان، بل يمكنه من ذلك ولا يدفعه بمنكبه لتتراص الصفوف وتتكاتف الجموع) ( معالم السنن، 01/184)).
    قال أبو داود: (ومعنى «لينوا بأيدي إخوانكم» إذا جاء رجل إلى الصف فذهب يدخل فيه فينبغي أن يلين له كل رجل منكبه حتى يدخل في الصف) ( ابن قيم الجوزية، عون المعبود، (2/366)).
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يأمر من خلفه بتسوية الصفوف والاعتدال فيها، فعن أنس -رضي الله عنه- قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة أخذ يمينه ثم التفت فقال: «اعتدلوا، سووا صفوفكم، ثم أخذ بيساره فقال: اعتدلوا سووا صفوفكم»( رواه أبو داود برقم (656).).
    وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله»(رواه أبو داود برقم (652). وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (666). )


    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 13.11.10 21:37


    الحديث الرابع:
    "خيرية الامتناع عن المرور بين يدي المصلي وسترته"

    عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم، يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي؟ فقال أبو جهيم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه»
    قال أبو النضر: لا أدري، أقال أربعين يوما أو شهرا أو سنة
    ( رواه البخاري برقم (488). ومسلم برقم (507).).

    هذا الحديث فيه النهي الأكيد والوعيد الشديد على من يمر بين يدي المصلي وسترته، وهذا عام في كل مصلٍ فرضا أو نفلا سواء كان إماما أو منفردا ( انظر: الصنعاني، سبل السلام، (1/294).).
    -قوله: «بين يدي المصلي» أي: أمامه بالقرب منه(ابن حجر، فتح الباري، (1/585). ).
    وقيل: أي: ما بين موضع جبهته في سجوده وقدميه( الصنعاني، سبل السلام، (1/294).).
    وعبَّر الرسول صلى الله عليه وسلم باليدين لكون أكثر الشغل يقع بهما، واختلف في تحديد ذلك فقيل إذا مر بينه وبين مقدار سجوده، وقيل بينه وبين قدر ثلاثة أذرع، وقيل بينه وبين قدر رمية بحجر( ابن حجر، فتح الباري، (1/585).).
    -قوله: «ماذا عليه» في رواية «من الإثم»( ابن حجر، فتح الباري، (1/585).).
    -قوله: «لكان أن يقف أربعين» يعني: أن المار لو علم مقدار الإثم الذي يلحقه من مروره بين يدي المصلي؛ لاختار أن يقف المدة المذكورة حتى لا يلحقه ذلك الإثم.
    قال الكرماني: (جواب «لو» ليس هو المذكور بل التقدير: لو يعلم ما عليه لوقف أربعين، لكان خيرا له) ( ابن حجر، فتح الباري، (1/585).).
    -قوله: «أربعين»، ذكر الكرماني لتخصيص الأربعين بالذكر حكمتين:
    إحداهما: كون الأربعة أصل جميع الأعداد، فلما أريد التكثير ضربت في عشرة.
    ثانيهما: كون كمال أطوار الإنسان بأربعين كالنطفة والمضغة والعلقة، وكذا بلوغ الأشد.
    قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل غير ذلك(ابن حجر، فتح الباري، (1/585). ).
    وفي سنن ابن ماجة من حديث أبي هريرة «لكان أن يقف مائة عام خيرا له من الخطوة التي خطاها»(رواه ابن ماجة برقم (946) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزيادته برقم (8459). )
    . وهذا مشعر بأن إطلاق الأربعين للمبالغة في تعظيم الأمر لا لخصوص عدد معين( ابن حجر، فتح الباري (1/585).).
    ويحسن بنا هنا أن نذكر بعض الأحكام المتعلقة بالحديث( ابن حجر، فتح الباري (1/585).):
    1- استنبط ابن بطال من قوله «لو يعلم» أن الإثم يختص بمن يعلم بالنهي وارتكبه.
    2- ظاهر الحديث أن الوعيد المذكور يختص بمن مر لا بمن وقف عامدا مثلا: بين يدي المصلي أو قعد أو رقد، ولكن إذا كانت العلة فيه تشويش على المصلي فهو معنى المار.
    3- ظاهر الحديث أيضا عموم النهي في كل مصل، وخصه بعض المالكية بالإمام والمنفرد؛ لأن المأموم لا يضره من مر بين يديه لأن سترة إمامه سترة له أو إمامه سترة له.
    4- السترة تفيد رفع الحرج عن المصلي لا عن المار.
    5- ظاهر الحديث يفيد منع المرور مطلقا ولو لم يجد مسلكا، بل يقف حتى يفرغ المصلي من صلاته. ويؤيده قصة أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عندما كان يصلي يوم الجمعة وأمامه شيء يستره، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه فدفعه أبو سعيد في صدره فنظر الشاب فلم يجد مساغا إلا بين يديه فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى، فنال من أبي سعيد. ثم دخل على مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد ودخل أبو سعيد خلفه على مروان، فقال: مالك ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
    «إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبي فليقاتله فإنما هو شيطان»( رواه البخاري برقم (509).).
    6- حكم المرور بين يدي المصلي عند أهل العلم: اختلف النقل عن أهل العلم في ذلك:
    فنقل بعضهم الاتفاق على أنه مكروه، ونقل بعضهم الخلاف فيه، ونقل بعضهم أنه لا يعلم الخلاف في حرمته( من أراد زيادة البحث في هذه المسألة فليرجع إلى (إتحاف الأخوة بأحكام السترة) ص106 وما بعدها.).
    ونقل الإمام النووي -رحمه الله- الخلاف في ذلك فقال: (إذا صلى إلى سترة حرم على غيره المرور بينه وبين السترة ولا يحرم وراء السترة. وقال الغزالي: يكره ولا يحرم. والصحيح بل الصواب أنه حرم وبه قطع البغوي والمحقوق) (المجموع شرح المهذب، (3/210). )

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 13.11.10 21:54


    الحديث الخامس:
    "خيرية التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة"

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم: يصلون كما نصلي, ويصومون كما نصوم، ولهم فضل أموالهم، يحجون بها ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدقون. قال: «ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة، ثلاثا وثلاثين» فاختفينا بيننا فقال بعضنا: نسبح ثلاثا وثلاثين، ونحمد ثلاثا وثلاثين، ونكبر أربعة وثلاثين، فرجعت إليه فقال: «تقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين
    ( رواه البخاري برقم (807)، ومسلم برقم (595).).

    وفي رواية عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الكلام أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»
    (رواه مسلم برقم (2137). ).

    قوله: «جاء الفقراء» قيل: منهم أبو ذر الغفاري وأبو الدرداء وأبو هريرة وزيد بن ثابت( ابن حجر، فتح الباري (2/337).).
    -قوله: «أهل الدثور» جمع دثر وهو المال الكثير.
    -قوله: «بالدرجات العلى» بضم العين، جمع العليا وهي تأنيث الأعلى. ويحتمل أن تكون حسية بمعنى درجات الجنات، أو معنوية بمعنى علو القدر عند الله( ابن حجر، فتح الباري (2/337).).
    -قوله: «النعيم المقيم» وصفه بالإقامة إشارة إلى ضده وهو النعيم العاجل، فإنه قل ما يصفو وإن صفا فهو بصدد الزوال.
    -قوله: أدركتم من سبقكم» أي: من أهل الأموال الذين امتازوا عليكم بالصدقة، والسبقية هنا يحتمل أن تكون معنوية وأن تكون حسية، قال: الشيخ تقي الدين (والأول أقرب) ( ابن حجر، فتح الباري، (3/327).).
    -قوله: «وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه» وعند مسلم «ولا يكون أحد أفضل منكم»( برقم (595).).
    الضمير في (كنتم) يحتمل أن يكون للمجموع من السابق والمدرك. ولا يلزم من الإدراك المساواة فقد يدرك ثم يفوق، وبهذا فالتقرب بهذا الذكر راجح على التقرب بالمال، وكذا قوله: «إلا من عمل مثله» أي: من الفقراء فقال الذكر، أو من الأغنياء فتصدق، أو أن الخطاب للفقراء خاصة لكن يشاركهم الأغنياء في الخيرية المذكورة فيكون كل من الصنفين خيرا ممن لا يتقرب بذكر ولا صدقة( ابن حجر، فتح الباري، (2/328).).
    ويشهد لهذا حديث أبي ذر -رضي الله عنه- «أوليس قد جعل لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميده صدقة»( رواه مسلم برقم (1006).) الحديث.
    وقد يرد هنا إشكال وهو: تساوي فضل هذا الذكر بفضل التقرب بالمال مع شدة المشقة فيه.
    أجاب الكرماني على هذا الإشكال بقوله: (لا يلزم أن يكون الثواب على قدر المشقة في كل حالة) ( ابن حجر، فتح الباري، واستدل لذلك بفضل كلمة الشهادة، ومع سهولتها على كثير من العبادات الشاقة( ابن حجر، فتح الباري (1/328).).
    -قوله: «تُسبحون وتحمدون وتُكبرون» في أكثر الأحاديث تقديم التسبيح على التحميد وتأخير التكبير. وجاء في بعض الروايات تقديم التكبير على التحميد خاصة. وهذا الاختلاف دال على أن لا ترتيب فيها, ويُستأنس بحديث الباقيات الصالحات «لا يضرك بأيهن بدأت»( رواه ابن ماجة، برقم (3811) وصححه الألبان في السلسلة برقم (346) وفي صحيح الجامع الصغير برقم (173).).

    ولكن ابن حجر استخرج لطيفة (فائدة) من هذا الترتيب حيث قال: (لكن يمكن أن يقال: الأولى البداءة بالتسبيح لأنه يتضمن نفي النقائص عن الباري سبحانه وتعالى، ثم التحميد لأنه يتضمن إثبات الكمال له، إذ لا يلزم من نفي النقائص وإثبات الكمال أن لا يكون هناك كبير آخر، ثم ختم بالتهليل الدال على انفراده سبحانه وتعالى بجميع ذلك) ( فتح الباري (1/328).).
    -قوله: («خلف كل صلاة» أي: بعد الفراغ من الصلاة، ومقتضى الحديث أن الذكر المذكور يقال عند الفراغ من الصلاة فلو تأخر ذلك عن الفراغ فإن يسيرا بحيث لا يعد معرضا أو كان ناسيا متشاغلا بورد أيضا بعد الصلاة كآية الكرسي فلا يضر.
    وظاهر الحديث يشمل كل صلاة سواء فرضا أو نفلا, ولكن بعض العلماء حملوه على الفرض(فتح الباري (1/328). ). كما وقع التقييد عند مسلم «دبر كل صلاة مكتوبة»(برقم (596). ) فكان العلماء حملوا المطلقات عليها.

    * ما يستفاد من الحديث:
    1- إن العالم إذا سئل عن مسألة يقع فيها الخلاف أن يجيب بما يلحق به المفضول درجة الفاضل، ولا يُجيب بنفس الفاضل لئلا يقع الخلاف. وهذا مأخوذ من كونه صلى الله عليه وسلم أجاب بقوله: «ألا أدلكم على أمر تساوونهم فيه» وعدل صلى الله عليه وسلم عن قول (نعم أفضل منكم بذلك).
    2- التوسعة في الغبطة
    (الغبطة هي تمني المرء أن يكون له نظير ما للآخر من غير أن يزول عنه، بخلاف الحسد الذي هو تمني زوال النعمة عن المنعم، انظر: ابن حجر، فتح الباري (1/166). ).
    3- المسابقة إلى الأعمال المحصلة للدرجات العالية لمبادرة الأغنياء إلى العمل بما بلغهم، وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: «إلا من عمل» فهذا عام للفقراء والأغنياء.
    4- أن العمل السهل قد يدرك به صاحبه فضل العمل الشاق.
    5- فضل الذكر عقب الصلوات.
    6- أن العمل القاصر قد يساوي العمل المتعدي خلافا لمن قال: إن المتعدي أفضل مطلقا.


    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 14.11.10 18:31


    الحديث السادس:
    "خيرية تعلم القرآن وتعليمه"

    عن عثمان -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»
    (رواه البخاري برقم (4739). ).
    وفي رواية قال النبي صلى الله عليبه وسلم: «إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه»
    (رواه البخاري برقم (4740). ).

    هذا الحديث فيه الحث على تعلم القرآن وتعليمه، ومعنى الحديث: أن من تعلم القرآن وعلمه غيره يكون أفضل من الذي يتعلم القرآن ولا يعلمه غيره، لأن أشرف العمل تعليم الغير. فمُعلم غيره يستلزم أن يكون تعلمه أولا وعلم غيره، فمحصل العمل بتعليمه لغيره حصل له النفع المتعدي بخلاف من يعمل فقط.
    قال ابن حجر: (ولا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي ولهذا كان أفضل، وهو من جملة من عنى سبحانه وتعالى بقوله: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [فصلت: 33] والدعاء إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن ) ( فتح الباري، (9/76.).
    وهناك رواية للسرخسي «خيركم من تعلم القرآن أو علمه»( فتح الباري، (9/76.) فيكون معنى (أو) للتنويع لا للشك. وهذه الرواية تقتضي إثبات الخيرية المذكورة في الحديث لمن فعل أحد الأمرين، فيلزم أن من تعلم القرآن ولو لم يعلمه غيره أن يكون خيرا ممن عمل بما فيه مثلا وإن لم يتعلمه( فتح الباري، (9/76.بتصرف).
    قوله: «خيركم» اختلف في معنى الخيرية فيتحمل أن يكون المراد بها( فتح الباري، (9/76.):
    1- أن الخيرية وإن أطلقت فمقيدة بأناس مخصوصين خوطبوا بذلك، كان اللائق بحالهم ذلك.
    2- المراد بها: خير المتعلمين من يعلم غيره لا من يقتصر على نفسه.
    3- قيل: لابد من مراعاة الحيثية لأن القرآن خير الكلام فتعلمه خير من تعلم غيره بالنسبة إلى خيرية القرآن.
    وقال ابن حجر بعد ما سبق هذه الأقوال: (وكيفما كان فهو مخصوص بمن علم وتعلم بحيث يكون قد علم ما يجب عليه عينا) ( فتح الباري (9/76)).
    ومع هذا كله فلا يلزم أن يكون المقرئ أفضل مطلقا من الفقيه, أو الغني الذي ينفق في وجوه الخير أو, المجاهد والمرابط, والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر. لأن أساس المسألة في الخيرية يدور على النفع المتعدي، فمن كان نفعه متعديا أكثر كان أفضل. فلعل (من) في قوله: «خيركم من تعلم». مضمرة في الخيرية. ولابد مع ذلك من مراعاة الإخلاص في جميع الأعمال( فتح الباري (9/76)بتصرف). سواء في تعلم القرآن وتعليمه أو التفقه في الدين أو في الإنفاق

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 14.11.10 19:02


    الحديث السابع:
    "خيرية الإنفاق في سبيل الله"

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان...» (رواه مسلم برقم (1027). ) الحديث.

    قوله: «من أنفق زوجين» الزوجان: هما فرسان، أو عبدان، أو بعيران.
    وقيل: كل شيء قُرن بصاحبه فهما زوجان.
    وقيل المقصود بالزوجين: درهم ودينار، أو درهم وثوب.
    والزوج يقع على الاثنين، ويقع على الواحد. وقيل إنما يقع على الواحد إذا كان معه آخر يقع الزوج أيضا على الصنف( النووي، شرح صحيح مسلم، (7/95).). وفُسر بقوله تعالى: ((وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً)) [الواقعة: 7].
    وقيل: يحتمل أن يكون هذا الحديث في جميع أعمال البر من صلاتين، أو صيام يومين، والمطلوب تشفيع صدقة بأخرى. والتنبيه على فضل الصدقة والنفقة في طاعة الله والإكثار منها( النووي، شرح صحيح مسلم، (7/95).).
    قوله: «في سبيل الله» قيل: هو على العموم في جميع وجوه الخير، وقيل: هو مخصص بالجهاد. ورجح النووي: أن المقصود في سبيل الله هو على العموم(النووي، شرح صحيح مسلم، (7/95). ).
    قوله: «نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير» قيل: معناه: لك هنا خير وثواب وغبطة.
    وقيل: معناه: هذا الباب خير لك من غيره من الأبواب لكثرة ثوابه ونعيمه، فتعال فادخل منه(النووي، شرح صحيح مسلم، (7/95).بتصرف ).
    قوله: «فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة» وذكر مثله في الصدقة والجهاد والصيام. قال العلماء: معناه من كان الغالب عليه في عمله وطاعته ذلك، فإنه يُنادى من هذا الباب الذي غلب عليه في الطاعة (النووي، شرح صحيح مسلم، (7/96). ).
    وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصدقة ما يُنفق على الأهل وما ينفق في سبيل الله فعن ثوبان -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل دينار، دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله»
    ( رواه ابن ماجه برقم (2760)، وأخرجه ابن حبان في صحيحه برقم (4242)، وقال محقق الكتاب: (إسناده صحيح على شرط مسلم) وصححه الألباني في (الأدب المفرد) برقم(748).).

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 14.11.10 19:24


    الحديث الثامن:
    "خيرية الصدقة عن ظهر غنى"

    عن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اليدُ العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يُغنه الله»
    ( رواه البخاري برقم (1361) ومسلم برقم (1034) واللفظ للبخاري.).

    قوله: «اليد العليا خير من اليد السفلى» جاء تفسيرها في رواية عبد الله بن عمر- رضي الله عنه-: «اليد العليا المنفقة، والسفلى السائلة»(رواه البخاري برقم (1429 ومسلم برقم (1033). ).
    ومنهم من قال: اليد العليا يد المعطى والسفلى يد السائل. وقيل: العليا المتعففة والسفلى السائلة( الصنعاني، سبيل السلام، (2/286).). فتكون اليد المنفقة أعلى من السائلة، والمتعففة أعلى من السائلة
    (وذهب قوم من المتصوفة: أن اليد الآخذة أفضل من اليد المعطية مطلقا. قال ابن قتيبة (ما أرى هؤلاء إلا قوما استطابوا السؤال فهم يحتجون للدناة). ابن حجر، فتح الباري (3/2974). ).
    وعن عوف بن مالك عن أبيه مرفوعا (الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى) ( رواه أبو داود برقم (1649)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (2794).).
    قال ابن حجر: (وأما يد الآدمي فهي أربعة: يد المعطي وقد تضافرت الأخبار بأنها عليا، ثانيها: يد السائل، وقد تضافرت الأخبار بأنها السفلى سواء أخذت أم لا، وهذا موافق لكيفية الإعطاء والأخذ غالبا، وللمقابلة بين العلو والسفلى المشتق منهما. وثالثها: يد المتعفف عن الأخذ ولو بعد أن تمد يد المعطي مثلا، وهذه توصف بكونها عليا علوا معنويا. رابعها: يد الآخذ بغير سؤال، وهذه اختلف فيها فذهب جمع إلى أنها سفلى وهذا بالنظر فيها فذهب جمع إلى أنها سفلى وهذا بالنظر إلى الأمر المحسوس، وأما المعنوي فلا يطرد فقد تكن عليا في بعض الصور، وعليه يُحمل كلام من أطلق كونها عليا) ( فتح الباري، (3/297-298).).
    والمتتبع للأحاديث والآثار يخرج بنتيجة أن أعلى الأيدي, المنفقة، ثم المتعففة عن الأخذ، ثم الآخذة بغير سؤال، وأسفل الأيدي, السائلة, والمانعة والله أعلم( من أراد الاستزادة في هذا البحث فليرجع إلى: ابن حجر (فتح الباري) (3/297) وما بعدها.).
    والمراد بالعلو في هذا الحديث هو: علو الفضل والمجد ونيل الثواب من الله تعالى( النووي، شرح صحيح مسلم، (7/107).).
    قوله: «وابدأ بمن تعول» أي: بمن يجب عليك نفقته.
    يقال: عال الرجل أهله، إذا مانهم أي: قام بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة(الشوكاني، نبل الأوطار، (6/384). ).
    قوله: «وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنىً» أي: أفضل الصدقة ما بقى صاحبها مستغنيا بما بقى معه. وتقديره: أفضل الصدقة ما أبقت بعدها غنى يعتمده صاحبها ويستظهر به على مصالحه وحوائجه، وإنما كانت هذه أفضل الصدقة بالنسبة إلى من تصدق بجميع ماله، لأن من تصدق بالجميع يندم غالبا، أو قد يندم إذا احتاج ويود أنه لم يتصدق بخلاف من بقي بعدها مستغنيا، فإنه لا يندم عليها بل يُسِر بها( النووي، شرح صحيح مسلم، (7/103).).
    وقد اختلف في جواز التصدق بجميع المال، قال النووي: (مذهبنا أن التصدق بجميع المال مستحب لمن لا دين عليه، ولا له عيال لا يصبرون، بشرط أن يكون ممن يصبر على الإضاقة والفقر، فإن لم تجمع هذه الشروط فهو مكروه) (النووي، شرح صحيح مسلم، (7/103). ).
    قوله: «ومن يستعفف» الاستعفاف: طلب العفاف والتعفف، وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس.
    وقيل الاستعفاف: الصبر والنزاهة عن الشيء، يقال: عفَّ يعفُّ عفةً فهو عفيف.
    فيكون المعنى: من طلب العفة وتكلفها أعطاه الله إياها(ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر (3/164). ).
    قوله: «يُعِفه الله» أي: أنه يجازيه على استعفافه بصيانة وجهه ودفع فاقته( ابن حجر، فتح الباري، (11/304).).
    قوله: «ومن يستغن» أي: بالله عمن سواه.
    قوله: «يغنه الله» أي: فإنه يعطيه ما يستغني به عن السؤال ويخلق في قلبه الغنى فإن الغنى غنى النفس(ابن حجر فتح الباري، (11/304). ).

    * ما يستفاد من الحديث:
    1- الحث على الإنفاق في وجوه الطاعة.
    2- فضل الغنى مع القيام بحقوقه على الفقر، لأن العطاء إنما يكون مع الغنى.
    3- كراهة السؤال والتنفير منه، إذا لم تدع إليه الحاجة أو يكون في مصالح المسلمين.
    4- الابتداء بالأهم فالمهم في الأمور الشرعية.
    5- أن أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى.
    6- الحض على التعفف عن المسألة والتنزه عنها ولو امتهن المرء نفسه في طلب الرزق وارتكب المشقة في ذلك.

    .
    avatar
    عبدُ الله
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 119
    نقاط : 183
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف عبدُ الله 16.11.10 0:26

    جزاكِ الله خيرا أيتها الطيبة المباركة

    واصلي وصلك الله
    سبحانه
    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 16.11.10 17:12

    .
    وجزاك بمثله الله تعالى وزيادة أيها الأخ الطيب
    ووصلك الله ورفعك وأكرمك وأحبك ورضى عنك
    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 19.11.10 21:23


    الحديث التاسع:
    "خيرية الرباط والغدوة والروحة في سبيل الله"

    عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها»
    ( رواه البخاري برقم (2639) ومسلم برقم (1880).).

    وفي رواية عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم
    «الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها»
    ( رواه البخاري برقم (2641) ومسلم برقم (1881).).

    قوله: «الروحة» هي: المرة الواحدة من الرواح وهي: الخروج في أي وقت كان من زوال الشمس إلى غروبها.
    قوله: «الغدوة» هي: المرة الواحدة من الغدو وهي الخروج في أي وقت كان من أول النهار إلى انتصافه(ابن حجر، فتح الباري، (6/14). والنووي، شرح صحيح مسلم، (13/35). ).
    والواو هنا في قوله: «الروحة والغدوة» للتقسيم لا للشك. ومعناها: أن الروحة يحصل بها الثواب، وكذلك الغدوة.
    قال النووي: (والظاهر أنه لا يختص ذلك بالغدو والرواح من بلدته، بل يحصل هذا الثواب بكل غدوة أو روحة في طريقه للغزو. وكذا غدوة وروحة في مواضع القتال، لأن الجميع يسمى غدوة وروحة في سبيل الله) ( شرح صحيح مسلم (13/25).).
    قوله: «خير من الدنيا وما فيها» قال ابن دقيق العيد: يحتمل وجهين.
    أحدهما: أن يكون من باب تنزيل المغيب منزلة المحسوس؛ تحقيقا له في النفس لكون الدنيا محسوسة في النفس مستعظمة في الطباع، فلذلك وقعت المفاضلة بها، وإلا فمن المعلوم أن جميع ما في الدنيا لا يساوي ذرة مما في الجنة.
    والثاني: أن المراد أن هذا القدر من الثواب الذي يحصل لمن لو حُوِّلت له الدنيا كلها لأنفقها في سبيل الله تعالى( ابن حجر، فتح الباري، (6/14).).
    فيكون معنى الحديث: إن فضل الغدوة والروحة في سبيل الله وثوابهما خير من نعيم الدنيا كلها ولو ملكها إنسان وتُصُوِّر تنعُّمه بها كلها، لأنه زائل ونعيم الآخرة باق.
    قال: القاضي عياض: (قيل في معناه ومعنى نظائره من تمثيل أمور الآخرة وثوابها بأمور الدنيا، إنها خير من الدنيا وما فيها لو ملكها إنسان وملك جميع ما فيها وأنفقه في أمور الآخرة) (النووي، شرح صحيح مسلم، (13/26). ).
    ويشترك في هذا الأجر المرابط في سبيل الله، وهو الذي يلازم ثغر العدو، كما أخبر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها»(رواه البخاري برقم (2635). ) الحديث.
    بل إن المرابط في سبيل الله يأمن فتنة القبر، قال صلى الله عليه وسلم : «كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يُنمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن فتنة القبر»(رواه الترمذي برقم (1621). وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (4562). ).
    وكذلك رباط يوم وليلة أفضل من صيام وقيام شهر بأكمله، فإذا مات المسلم في حال المرابطة استمر ثواب العمل الذي يعمله إلى يوم الدين. فقد جاء في الحديث: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجرى عليه رزقه وأمن الفتَّان»(رواه مسلم برقم (1913). ).
    إن أجر الشهيد لا يوازيه أجر آخر، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم «أن الله تعالى أعد في الجنة مائة درجة للمجاهدين، وكل منها تعلو الأخرى بما بين السماء والأرض». فقال صلى الله عليه وسلم : «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين، كما بين السماء والأرض»( رواه البخاري، برقم (2790).).
    والمجاهد في سبيل الله حقا تحرم عليه النار، ففي الحديث: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»
    ( رواه الترمذي، برقم (1639). وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (4113).).

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 19.11.10 21:40


    الحديث العاشر:
    "خيرية إطعام الطعام وإفشاء السلام"

    عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير؟ قال: «تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»
    ( رواه الترمذي، برقم (1639. وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (4113).).

    وفي رواية: عن صهيب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    «خيركم من أطعم الطعام ورد السلام»
    (صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (3318). ).

    قوله: «أن رجلا» قيل إنه أبو ذر وقيل أنه هاني بن يزيد والد شريح( ابن حجر فتح الباري (1/56).).
    قوله: «أي الإسلام خير» معناه: أي خصاله وأموره وأحواله( النووي، شرح صحيح مسلم (1/207).) فيكون تقديره أي خصال الإسلام ( ابن حجر فتح الباري (1/56).).
    وقوله: «تطعم الطعام» هو في تقدير المصدر أي: أن تُطعم، وذكر صلى الله عليه وسلم الإطعام ليدخل فيه الضيافة وغيرها(ابن حجر فتح الباري (1/56). ).
    وقوله: «تقرأ السلام» بلفظ مضارع القراءة بمعنى تقول، قال أبو حاتم السجستاني: (تقول اقرأ عليه السلام ولا تقول أقرئه السلام، فإذا كان مكتوبا قلت أقرئه السلام أي: اجعله يقرأه) (ابن حجر فتح الباري (1/56). ).
    ولابد في السلام أن يكون بلفظ مُسمع لمن يرد عليه فقد أخرج البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن ابن عمر «إذا سلمت فأسمع، فإنها تحية من عند الله»
    ( رقم (1036) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم (1005).).
    قال النووي (أقلُّة أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه، فإن لم يكن آتياً بالسنة فإن شك استظهر) ( الصنعاني، سبل السلام، (4/402).).
    ويجوز الإشارة بالسلام على من بعد عن سماع لفظ السلام( الصنعاني، سبل السلام، (4/402).).
    وخص الرسول صلى الله عليه وسلم هاتين الخصلتين بالذكر لمسيس الحاجة إليهما في ذلك الوقت، لما كانوا فيه من الجهد ولمصلحة التأليف. ويدل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام حث عليهما أول ما دخل المدينة ( ابن حجر، فتح الباري، (1/56).)، كما رواه الترمذي وغيره من حديث عبد الله بن سلام «أيها الناس: أطعموا الطعام، وأفشو السلام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام»(رواه الترمذي برقم (185) وقال: (هذا حديث حسن صحيح) وصححه الألباني في السلسلة برقم (569) ). قال النووي: (وإنما وقع الحاجة إلى إفشاء السلام وإطعام الطعام أكثر وأهم، لما حصل من إهمالهما والتساهل في أمورهما ونحو ذلك) (شرح صحيح مسلم. (1/207). ) هذا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بحالنا اليوم من بعد الناس عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن ندرس معالمها فإلى الله المشتكي.
    قوله: «على من عرفت ومن لمن تعرف» أي: لا تخُص به أحدا تكبرا أو تصنعا، بل تعظيما لشعار الإسلام ومراعاة لأخوة المسلم(ابن حجر. فتح الباري، (1/56). والنووي. شرح صحيح مسلم (1/208). ).
    ولا يخص بالسلام على من يعرف كما يفعله كثير من الناس اليوم. قال النووي (في التسليم على من لم يعرف: إخلاص العمل لله تعالى، استعمال التواضع، وإفشاء السلام الذي شعار هذه الأمة)( شرح صحيح مسلم. (1/208).).
    وقال ابن بطال: (في مشروعية السلام على غير معروف استفتاح المخاطبة؛ للتأنيس ليكون المؤمنون كلهم أخوة فلا يستوحش أحد من أحد) (الصنعاني، سبل السلام، (1/403) ).


    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 19.11.10 22:10


    الحديث الحادي عشر:
    "خيرية حسن الخلق"

    عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا»
    ( رواه البخاري برقم (3366). ومسلم برقم (2321) واللفظ للبخاري.).

    وفي رواية عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا»(رواه الترمذي برقم (1162) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (2646). ).

    قوله: «لم يكن فاحشا ولا متفحشا» قال القاضي: أصل الفحش الزيادة والخروج عن الحد.
    قال ابن عرفة: الفواحش عند العرب القبائح.
    والمتفحش الذي يتكلف الفحش ويعتمده لفساد حاله، وقد يكون المتفحش هو الذي يأتي الفاحشة(انظر: النووي، شرح صحيح مسلم، (13/472). ).
    قوله: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا».
    حسن الخلق: هو اختيار الفضائل وترك الرذائل( ابن حجر فتح الباري، (6/575).).
    وقيل: التخلي عن الرذائل، والتحلي بالفضائل.
    وقيل: بذل الندى، وكف الأذى، واحتمال الأذى.
    وقيل: بذل الجميل، وكف القبيح(ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين، (2/294). ).
    قال الحسن البصري: (حقيقة حسن الخلق بذل المعروف وكف الأذى، وطلاقة الوجه) (النووي، شرح صحيح مسلم، (13/472. ).
    وقال القاضي عياض: (هو مخالطة الناس بالجميل والبشر والتودد لهم، والإشفاق عليهم، واحتمالهم، والحلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكبر والاستطالة عليهم، ومجانبة الغلط والغضب، والمؤاخذة) (النووي، شرح صحيح مسلم، (13/472. ).
    وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان، لا يُتصور قيام ساقه إلا عليها: الصبر، والعفة، والشجاعة، والعدل.
    فالصبر: يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة.
    والعفة: تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل، وتحمله على الحياء، وهو رأس كل خير، وتمنعه من الفحشاء، والبخل والكذب، والغيبة والنميمة.
    والشجاعة: تحمله على عزة النفس، وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذل والندى، الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته. وتحمله على كظم الغيظ والحلم، فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنائها، ويكبحها بلجامها عن النزع والطيش. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد: الذي يملك نفسه عند الغضب»( رواه البخاري برقم (5763) ومسلم (2609).) وهو حقيقة الشجاعة، وهي ملكة يقتدر بها العبد على قهر خصمه.
    والعدل: يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط.
    فيحمله على خُلق الجود والسخاء الذي هو توسط بين الذل والقِحة. وعلى خُلق الشجاعة الذي هو توسط بين الجبن والتهور. وعلى خُلق الحِلم الذي هو توسط بين الغضب والمهانة وسقوط النفس. ومنشأُ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة
    ( ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين، (2/294).).
    واعلم أن أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الخُلق الحسن، فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخلق، وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء»( ).(رواه الترمذي برقم (2003). وقال: (هذا حديث حسن صحيح).
    بل إن أكثر ما يُدخل الناس الجنة هو حسن الخلق، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: «تقوى الله، وحسن الخلق». وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: «الفم والفرج»(رواه الترمذي برقم (2004) وقال: (هذا حديث صحيح غريب). .
    ويدرك المؤمن بحسن خلقه درجة الصائم القائم، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»(رواه أبو داود برقم (4798). ).
    وأحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقربهم مجلسا إليه يوم القيامة أحاسنهم أخلاقا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا»(رواه الترمذي برقم (201) وقال: (حسن غريب من هذا الوجه). ).
    بل إن حسن الخلق أعظم خصال البر كما أخبر به الصادق المصدوق في قوله صلى الله عليه وسلم : «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس»( رواه مسلم برقم (2553).).
    فقابل البر بالإثم، وأخبر: أن البر حسن الخلق، والإثم: حواز الصدور، وهذا يدل على أن حسن الخلق: هو الدين كله. وهو حقائق الإيمان، وشرائع الإسلام، ولهذا قابله بالإثم( ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين، (2/292).).
    وقد جمع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق في قوله تعالى: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)) [الأعراف: 129]. قال عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-: أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس. وقال مجاهد: يعني خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس، مثل قبول الأعذار، والعفو والمساهلة، وترك الاستقصاء في البحث، والتفتيش عن حقائق بواطنهم(ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين (2/290). ).
    وحسن الخلق من صفات النبيين والمرسلين وخيار المؤمنين الذين يتصفون في المعاملة والرفق في المحاولة والعدل في الأحكام والبذل في الإحسان وغير ذلك من صفات المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى، فقال: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ))إلى قوله: ((أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا))[الأنفال: 2-4] وقال تعالى: ((التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ))إلى قوله: ((وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ))[التوبة: 112].
    وقال: ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)) إلى قوله: ((أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ)) [المؤمنون: 1-10] وقال ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)) [الفرقان: 63] إلى آخر السورة
    .
    فمن أشكل عليه حاله فليعرض نفسه على هذه الآيات فوجود جميعها علامة حسن الخلق، وفقد جميعها علامة سوء الخلق، ووجود بعضها دون بعض يذل على البعض دون البعض، فليشتغل بحفظ ما وجده وتحصيل ما فقده( انظر: ابن دقيق العيد، شرح الأربعين النووية، ص 121.).
    ولا يظن ظانٌ أن حسن الخلق عبارة عن لين الجانب وترك الفواحش والمعاصي فقط، وأن من فعل ذلك فقد هذب خلقه، بل حسن الخلق ما ذكر من صفات المؤمنين والتخلق بأخلاقهم.

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 25.11.10 0:51


    الحديث الثاني عشر:
    "خيرية الصفح والعفو وعدم الهجر"

    عن أبي أيوب الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»(1 ).

    وقوله: «أن يهجر» الهجر ترك الشخص مكالمة الآخر إذا تلاقيا، وهي في الأصل الترك فعلا أو قولا. وليس المراد بها مفارقة الوطن( 2).
    قوله «فوق ثلاث» أي: ثلاثة أيام بلياليها، لأنها أطلقت الأيام ولم تقيد. فإذا أطلقت الليالي أريد بأيامها، وإذا أطلقت الأيام أريد بلياليها( 3).
    قوله: «يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا» في رواية: «فيصد هذا ويصد هذا»( 4).
    ومعنى يصُد: يُعرض. أي يوليه عُرضَه وهو جانبه وناحيته( 5).
    قوله: «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» أي: أفضلهما الذي يبدأ بالسلام إذا التقيا.
    ففي الحديث تحريم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال وهذا بنص الحديث، وإباحتها في الثلاث وهذا بمفهومه.
    والحكمة من إباحة الهجر في الأيام الثلاثة الأولى, هي أن الإنسان مجبول على الغضب وسوء الخلق ونحو ذلك، فعُفي عن الهجر في الثلاثة الأيام ليذهب ذلك العارض والغالب أنه يزول أو يقل في الثلاث( 6).
    ففي اليوم الأول يسكن غضبه، وفي الثاني يراجع نفسه، وفي الثالث يعتذر وما زاد عن ذلك كان قاطعا لحقوق الأخوة(7 ). وإذا التقى المتهاجران فخيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام، فإن لم يرد الطرف الآخر السلام باء بالإثم, وإن رد اشتراكا في الأجر عند الله تعالى.
    * ما يستفاد من الحديث:
    1- حرمة هجر المسلم فوق ثلاثة أيام، وجوازه ثلاثة أيام.
    2- تزول الهجرة بمجرد إلقاء السلام ورده.
    3- خير المتهاجرين الذي يبدأ صاحبه بالسلام.
    4- إن من أعرض عن أخيه المسلم وامتنع عن مكالمته والسلام عليه؛ فإنه يأثم بذلك، لأن نفي الحال يستلزم التحريم ومرتكب المحرم آثم.
    5- يجوز الهجر فوق ثلاثة أيام؛ لمن كانت مكالمته تجلب نقصا على المخاطب في دينه, أو تحصل عليه في نفسه مضرة أو في دنياه. فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية( Cool.
    6- تزول الهجرة بالمكالمة أو المراسلة إذا كان الطرف الآخر غير موجود ولا يمكن مكالمته، لأن الوحشة تزول بذلك(9 ).

    .............

    ( 1) رواه البخاري برقم (5727). ومسلم برقم (2560).
    ( 2) ابن حجر، فتح الباري. (10/492).
    (3 ) المرجع السابق بتصرف.
    (4 ) النووي شرح مسلم (13/91.
    ( 5) المرجع السابق بتصرف.
    (6 ) ابن حجر، فتح الباري، (10/495). والنووي، شرح صحيح مسلم، (13/91). بتصرف.
    (7) الصنعاني، سبل السلام، (4/323).
    ( Cool ابن حجر، فتح الباري، (10/496. والصنعاني، سبل السلام (4/323).
    (9 ) النووي، شرح صحيح مسلم، (13/91).

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 25.11.10 1:17


    الحديث الثالث عشر:
    "خيرية كف اللسان واليد عن المسلمين"

    عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المسلمين خير؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»
    (رواه مسلم، برقم (40). ).

    وفي رواية عند البخاري: أي الإسلام أفضل؟ قال:
    «من سلم المسلمون من لسانه ويده»
    ( برقم (11)، ومسلم برقم (42).).

    قوله: «أي الإسلام أفضل» أي:أي ذوي الإسلام أفضل؟ ويؤيد هذا المعنى رواية مسلم «أي المسلمين»، والجامع بين اللفظين أن أفضلية المسلم حاصلة بهذه الخصلة( ابن حجر فتح الباري، (1/55)).
    وهنا ينشأ سؤال وهو: ما الحكمة من أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الخصال أجاب بصاحب الخصلة؟
    الجواب: أن هذه الإجابة تأتي نحو: قوله تعالى: ((يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ))
    [البقرة: 215].
    والتقدير: (بأي ذوي الإسلام) يقع الجواب مطابقا له بغير تأويل، إذا ثبت أن بعض خصال المسلمين المتعلقة بالإسلام أفضل من بعض( ابن حجر، فتح الباري (1/55)).
    قوله: «أفضل» أي: أفضل من غيره.
    قوله: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» معناه: من لم يؤذ مسلما بقول ولا فعل(النووي، شرح صحيح مسلم، (1/207). ).
    والمراد بالمسلم: المسلم الكامل، وليس المراد نفي أصل الإسلام عمن لم يكن بهذه الصفة، وهو من باب التفضيل لا الحصر( النووي، شرح صحيح مسلم، (1/207).).
    وعبر الرسول صلى الله عليه وسلم بلفظ «المسلم» من باب التغليب، فإن المسلمات يدخلن في ذلك.
    وخص اللسان بالذكر لأنه المعبر عما في النفس، وهكذا اليد لأن أكثر الأفعال بها.
    والحديث عام بالنسبة إلى اللسان دون اليد، لأن اللسان يمكنه الكلام في الماضي والحاضر والمستقبل بخلاف اليد، ويمكن أن تشارك اللسان بالكتابة وإن أثرها في ذلك عظيم. ويُستثنى من ذلك شرعا تعاطي الضرب في إقامة الحدود والتعازير على المسلم المستحق لذلك.
    وفي التعبير باللسان دون القول حتى يشمل كل حركة اللسان، ومن ذلك حركة اللسان على شكل الاستهزاء.
    وكذلك تخصيص الرسول صلى الله عليه وسلم اليد دون الجوارح فيه حكمة فيدخل في اليد، اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير بغير حق( ابن حجر، فتح الباري ، (1/54).).

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 25.11.10 1:28


    الحديث الرابع عشر:
    "خيرية حسن الخلق مع الأهل"

    عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»
    (رواه الترمذي، برقم (3895) وصححه الألباني في سلسة الأحاديث الصحيحة برقم (285 و1174 2678 ).

    وفي رواية عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم»
    ( رواه الإمام أحمد برقم (10087) والترمذي (1162) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1567).).

    بين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين أعلى الناس رتبة في الخير وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله، فإن الأهل هم الأحق بالبِشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضر، فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس, وإن كان على العكس من ذلك؛ فهو في الجانب الآخر من الشر.
    وكثيرا ما يقع الناس في هذا الأمر، فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس وأشحهم نفسا وأقلهم خيرا فلا لين جانب ولا بشر ولا ملاطفة.
    وإذا لقي غير الأهل من الأصحاب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه ودرجة نفسه وكثر خيره.
    ولا شك أن من كان هذا حاله فهو محروم التوفيق وبعيد عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وزائغ عن سواء الطريق نسأل الله السلامة( الشوكاني، نيل الأوطار (6/246) بتصرف.).

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 25.11.10 1:40



    الحديث الخامس عشر:
    "خيرية حسن قضاء الدين"

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سنَّ من الإبل فجاءه يتقاضاه، فقال: «أعطوه» فطلبوا سنَّة فلم يجدوا له إلا سنَّاً فوقها، فقال: «أعطوه».
    فقال: «أوفيتني أوفى الله بك». قال صلى الله عليه وسلم: «إن خياركم أحسنكم قضاء»
    (رواه البخاري برقم (2182). ).

    وفي رواية عند مسلم عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسلف من رجل بكرة فقدمت عليه إبل الصدقة فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكرة، فرجع إليه أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلا رباعيا فقال: «أعطه إياه إن خيار الناس أحسنهم قضاء»
    ( رواه مسلم برقم (1600).).

    هذا الحديث فيه دلالة على جواز أن يرد المقترض نظير ما اقترضه أو خيرا منه. بل يستحب لمن عليه دين من قرض وغيره, أن يرد أجود من الذي عليه، وهذا من السنة ومكارم الأخلاق, وليس هو من قرض جر منفعة فإنه منهي عنه؛ لأن المنهي عنه ما كان مشروطا في عقد القرض(انظر، النووي، شرح صحيح مسلم، (10/215). ).
    وكذلك يُستحب أيضا الزيادة في الأداء عما عليه، ويجوز للمقترض أخذها سواء زاد في الصيغة أو في العدد، فمثلا أقرضه عشرة فردها عليه أحد عشر( ابن حجر، فتح الباري، (5/57).).
    قوله: «كان لرجل( قيل إن هذا الرجل كان كافرا، وقيل كان يهوديا، وقيل إنه أعرابي كما جاء في بعض الروايات. ورجح ابن حجر القول الأول. انظر: فتح الباري (5/56).) على النبي صلى الله عليه وسلم سنَّ من الإبل(البكر من الإبل: الصغير من الإبل، والرباعية: من ألقى رباعيته. ) فجاءه يتقاضاه» أي: يطلب منه قضاء الدين.
    قوله: «إن خياركم أحسنكم قضاء» وفي رواية ابن مبارك «أفضلكم أحسنكم قضاء»(فتح الباري (5/56).بتصرف ).
    أي: أنه خيرهم في المعاملة.
    وقال بعض العلماء: في هذا الحديث من الفقه:
    1- جواز المطالبة بالدين إذا حل الأجل.
    2- حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم، وعظم حلمه وتواضعه وإنصافه.
    3- أن من عليه دين لا يجب عليه مجافاة صاحب الحق.
    4- جواز استقراض الإبل، ويلتحق بها جميع الحيوانات وهو قول أكثر أهل العلم( ابن حجر، فتح الباري (5/57).).

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 25.11.10 1:50



    الحديث السادس عشر:
    "خيرية خُلق الحياء"

    عن عمران بن حصين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحياء لا يأتي إلا بخير»
    ( رواه البخاري، برقم (5766)، ومسلم برقم (37).).

    وفي رواية «الحياء خير كله»(رواه مسلم برقم (61). ).

    - قوله: «الحياء» الحياء من الحياة ومنه (الحياء) للمطر لكن هو مقصور( انظر: ابن منظور، لسان العرب (2/1075-1083).).
    وقد يطلق على مجرد ترك الشيء بسبب، والترك من لوازم الحياء.
    وفي الشرع: خُلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق( ابن حجر الباري، (1/52).).
    قال الجنيد: الحياء رؤية الآلاء، ورؤية التقصير، فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء(ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين، (2/249). ).
    والحياء قد يكون غريزة، وقد يكون تخلقا (مكتسب) ولكن استعماله على وفق الشرع يحتاج إلى اكتساب وعلم ونية. فعلى ذلك كان الحياء من الإيمان كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «والحياءُ شعبةٌ من الإيمان»( رواه البخاري برقم (9) ومسلم برقم (58).).
    والحياء إن كان باعثا على فعل الطاعات, وحاجزا عن فعل المعصية كان خلقا وسجية، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»( رواه البخاري برقم (6120).) وفي هذا قولان:
    أحدهما: أنه تهديد. ومعناه الخبر، أي من لم يستح صنع ما شاء.
    والثاني: أنه أمر إباحة، أي أنظر إلى الفعل الذي تريد أن تفعله، فإن كان مما لا يستحيا منه فافعله، والأول أصح، وهو قول الأكثرين(ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين، (2/249). ).
    وفي الترمذي مرفوعا «استحيوا من الله حق الحياء». قالوا: إنا نستحيي يا رسول الله. قال: «ليس ذلكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء, فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى. ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء»( رواه الترمذي برقم (2458) عن ابن مسعود رضي الله عنه وقال: (هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه) وذكره الحاكم في المستدرك (3/323) وصححه ووافقه الذهبي.).
    وليس من الحياء والاستحياء, الامتناع عن قول الحق أو فعل الخير وإنكار المنكر أو الإخلال ببعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف، بل هو عجز ومهانة وجبن، وإنما أطلق عليه الحياء لمشابهته الحياء الشرعي(ابن حجر، فتح الباري، (1/52). والنووي، شرح صحيح مسلم، (1/204). بتصرف. ).
    وقد جمع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بين نوعي الحياء الفطري والمكتسب.
    قال القرطبي: (وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جُمع له النوعان -من الحياء المكتسب والغريزي- فكان في الغريزي أشد حياء من العذراء في خدرها(هو من طرف حديث أبي سعيد عند البخاري برقم (6119). ) وكان في المكتسب في الذروة العليا صلى الله عليه وسلم)(ابن حجر، فتح الباري، (10/522-523). ).
    وقد قسم (الحياء) إلى عشرة أوجه: حياء جناية. وحياء تقصير. وحياء إجلال. . وحياء حشمة. وحياء استصغار للنفس واحتقار لها. وحياء محبة. وحياء عبودية. وحياء شرف وعزة. وحياء المستحيي من نفسه( من أراد زيادة البحث في معنى هذه الأقسام فليرجع إلى ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين، (2/250).).
    إن المرء إذا تجرد من الحياء الشرعي، يصبح مثل الذي يقف وسط الناس كما ولدته أمه، وليس هناك من حكم عليه أصدق من أنه (معتوه).
    وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كثيرا ما يتمثل ببيت من الشعر يشير إلى ضرورة الحياء في حياة كل إنسان، حيث يكون بمثابة الستر الذي يواري سوأته، ونص البيت:
    إني كأني أرى من لا حياء له

    ولا أمانة وسطَ القوم عُرياناً

    وجاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، قول يفيد هذا المعنى من أن الحياء كالثوب الذي يستر صاحبه، فهو يقول: (من كساه ثوبه لم ير الناس عيبه) ( المغربي، الأخلاق والواجبات، ص73.).
    - قوله: «لا يأتي إلا بخير» أي: من كان الحياء خُلقه أن الخير يكون فيه أغلب، أو لكونه صار عادة وتخلق به صاحبه يكون سببا لجلب الخير إليه فيكون منه الخير بالذات والسبب( ابن حجر، فتح الباري، (10/522-523).).
    وخلاصة القول: إن خلق الحياء دلالة على اعتدال الأخلاق ورمز لصفاء القلب ونقاء الضمير، فإذا تحلى المسلم بهذا الخلق صحت سريرته وعلانيته وعامل الخلق بما يرضاه مولاه.
    وكذلك المسلم الحيي لا يقبل إلا الحلال من كل شيء في المطعم والمشرب والملبس والمسكن وغير ذلك.
    ولا يخفى ما لهذه الأمور من خير يعود على الفرد والأمة الإسلامية بالعدل والأمن، وهذا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم «الحياء لا يأتي إلا بخير»

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 25.11.10 2:00



    الحديث السابع عشر:
    "خيرية الكسب وعمل اليد"

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الكسب كسب العامل إذا نصح»(رواه الإمام أحمد برقم (8386). وصححه الباري في صحيح الجامع برقم (3283). ).

    حث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على العمل, ورغب في العمل اليدوي وأنه أطيب الكسب، لما فيه من صدق التوكل على الله -سبحانه وتعالى- والنفع العام للآدمي وللدواب.
    قال ابن حجر: (وفوق ذلك من عمل اليد ما يكسب من أموال الكفار بالجهاد، وهو مكسب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو أشرف المكاسب لما فيه من إعلاء لكلمة الله -تعالى- وخذلان كلمة أعدائه والنفع المتعدي) ( فتح الباري، (4/304).).
    - قوله: «كسب يد العامل إذا نصح» يتحقق خير المكسب باليد بشرطين هما( فتح الباري، (4/304).):
    1- إذا نصح العامل في هذا العمل.
    2- أن لا يعتقد العامل أن الرزق من الكسب، بل من الله تعالى بهذه الواسطة.
    بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل خير الطعام ما كان من كسب اليد، فقال: صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده»( رواه البخاري برقم (2072).).
    والحكمة من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خص داود -عليه السلام- بالذكر في هذا الحديث أن اقتصاره في أكله على ما يعمله بيده لم يكن من الحاجة؛ لأنه خليفة في الأرض كما أخبر الله تعالى، وإنما ابتغى الأكل عن طريق الأفضل، لهذا أورد النبي صلى الله عليه وسلم قصته في مقام الاحتجاج بها على ما قدمه من أن خير الكسب عمل اليد( ابن حجر، فتح الباري (4/206).).
    والمراد بالخيرية في هذا الحديث: ما يستلزم العمل باليد من الغنى عن الناس (185)، كما ثبت في الحديث عن سهل بن سعد قال: جاء جبريل -عليه السلام- إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا محمد عشْ ما شئت فإنك ميت، وأحببْ من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به، ثم قال: يا محمد شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس"( ذكره الحاكم في المستدرك، (4/324). وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).).
    ومما جعل عمل اليد من أفضل المكاسب أنه سنة الأنبياء -عليهم السلام- فقد ورد أن آدم كان حرّاثاً, ونوح كان نجارا, وإدريس كان خياطا, وموسى كان راعيا( ذكره الحاكم في المستدرك، (4/324). وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).). وأفضل الخلق زاول العمل باليد, كما رعى الغنم عليه وعلى جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم. ومع هذا فقد أمرنا بالاقتداء بهم, والسير على نهجهم قال الله تعالى: ((فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)) [الأنعام: 90] الآية.

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 25.11.10 2:16



    الحديث الثامن عشر:
    "خيرية التيسير في المهر"

    عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الصداق أيسره»
    ( رواه أبو داود برقم (2117) وذكره الحاكم في المستدرك (3/182) وقال: (هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. واستدرك عليه الألباني في الإرواء (6/345). وقال: (إنما هو على شرط مسلم وحده) وصححه في صحيح الجامع برقم (3279).).

    وفي رواية عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال: «إن أعظم النكاح بركة أيسره مئونة»( رواه الأمام أحمد برقم (25110) وضعفه الألباني في الإرواء، (6/348).).

    أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين إلى عدم التغالي في المهور والتيسير فيها.
    كما يحث الرسول صلى الله عليه وسلم على أفضلية النكاح مع قلة المهر، وأن الزواج بمهر قليل مندوب إليه؛ لأن المهر إذا كان قليلا لم يستصعب النكاح من يريده فيكثر الزواج المرغب فيه، ويقدر عليه الفقراء ويكثر النسل الذي هو أهم مطالب الزواج، بخلاف ما إذا كان المهر كثيرا فإنه لا يتمكن منه إلا أرباب الأموال( الشوكاني، نيل الأوطار، (6/201).).
    والمغالاة في المهور تعطي الشباب فرصة التعلل والإكثار من المعاذير والحجج، فيسهل عليهم الإحجام عن الزواج ويحصل بذلك مفاسد عظيمة على الشاب والفتاة.
    فعلى المسلم أن يقتدي برسول الأمة صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إلا أم حبيبة بنت أبي سفيان( كان صداقها أربعة آلاف درهم وأربعمائة دينار تبرع به النجاشي من ماله إكراماً للنبيصلى الله عليه وسلم أداه أو عقد به. النووي، شرح صحيح مسلم، (9/557).) لم تزد مهورهن على خمسمائة درهم في أكثر الروايات، فقد قالت عائشة -رضي الله عنها- عندما سألها أبو سلمة: كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشئاً، قالت: أتدري ما النشء؟ قلت: لا. قالت: نصف أوقية. فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه( رواه مسلم برقم (1426).).

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 25.11.10 2:22


    الحديث التاسع عشر:
    "خيرية إغناء الورثة"

    عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها قال: «يرحم الله ابن عفراء» قلت: يا رسول الله أُوصي بمالي كله؟ قال: «لا» قلت: فالشطر؟ قال «لا» قلت: الثلث؟ قال «فالثلث، والثلث كثير، إنك أن تدع ورثتك أغنياء، خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم، وإنك مهما أنفقت فإنها صدقة، حتى اللقمة التي ترفعها إلى فيِِّ امرأتك، وعسى الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويضر بك آخرون» ولم يكن له يومئذ إلا ابنة( رواه البخاري، برقم (2591) ومسلم برقم (1628). واللفظ للبخاري.).

    - قوله: «ورثتك» عبر صلى الله عليه وسلم بلفظ الورثة، ولم يكن لسعد إلا ابنة واحدة، لكون الوارث حينئذ لمن يتحقق، ولأن سعداً قال ذلك بناء على موته في ذلك المرض وبقائها بعده حتى ترثه، وكان من الجائز أن تموت هي قبله فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكلام مطابق لكل حالة وهو «ورثتك» ولم يخص بنتا من غيرها.
    وقيل: إنما عبر صلى الله عليه وسلم بالورثة لأنه أُطلع على أن سعدا سيعيش ويأتيه أولاد غير البنت المذكورة. وولد له بعد ذلك أربعة بنين، وهم: عامر ومصعب ومحمد وعمر( ابن حجر، فتح الباري، (5/366).).
    وقيل: إنه قد كان لسعد وقت الوصية ورثة غير ابنته وهم: أولاد أخيه عتبة بن أبي وقاص منهم هاشم بن عتبة وقد كان موجودا إذ ذاك( ابن حجر، فتح الباري، (5/366).).
    - قوله: «عالة» جمع عائل أي فقراء.
    - قوله: «يتكففون الناس» أي: يسألونهم بأكفهم، يقال: تكفف الناس واستكف إذا بسط كفه للسؤال، أو سأله ما يكُفُّ عنه الجوع(ابن حجر، فتح الباري، (5/366). ).
    - قوله: «وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة» هذا جواب من الرسول صلى الله عليه وسلم فيه بيان العلة من النهي عن الوصية بأكثر من الثلث، كأنه قال: لا تفعل لأنك إن مت تركت ورثتك أغنياء، وإن عشت تصدقت وأنفقت، فالأجر حاصل لك في الحالتين.
    - قوله: «وعسى الله أن يرفعك» أي: يطيل عمرك، فقد عاش سعد -رضي الله عنه- أزيد من أربعين سنة بل قريب من خمسين، فيكون عاش بعد حجة الوداع خمسا وأربعين أو ثمان وأربعين( ابن حجر، فتح الباري، (5/368).).
    -قوله: «فينتفع بك ناس ويُضر بك آخرون» أي: ينتفع بك المسلمون بالغنائم مما سيفتح الله على يديك من بلاد الشرك. ويضر بك المشركون الذي يهلكون على يديك.
    * من فوائد الحديث:
    1- مشروعية زيارة المريض للإمام ممن دونه, وتتأكد باشتداد المرض.
    2- وضعُ اليد على جبهة المريض، ومسح العضو الذي يؤلمه، والدعاء له بطول العمر.
    3- إن أعمال البر والطاعة إذا كان منها مالا يمكن استدراكه, قام غيره في الثواب والأجر مقامه وربما زاد عليه. وذلك أن سعدا خاف أن يموت بالدار التي هاجر منها فيفوت عليه بعض أجر هجرته، فأخبره صلى الله عليه وسلم بأنه إن تخلف عن دار هجرته فعمل عملا صالحا من حج أو جهاد أو غير ذلك, كان له به أجر يعوض ما فاته من الجهة الأخرى.
    4- الحث على صلة الأرحام والأقارب والشفقة على الورثة، وأن صلة الأقرب أفضل من صلة الأبعد.
    5- أن المباح إذا قُصد به وجه الله صار طاعة، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «حتى اللقمة التي ترفعها إلى فيِّ امرأتك».
    6- الحث على الكسب الحلال من أجل إغناء الورثة عن سؤال الناس بعد موت عائلهم.
    7- التأسف على فوت ما يحصل من الثواب.
    8- النظر في مصالح الورثة.
    9- من ترك مالا قليلا فالاختيار له ترك الوصية, أو إبقاء المال للورثة.

    .
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 25.11.10 2:28



    الحديث العشرون:
    "خيرية اجتناب الفتن"

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به»( رواه البخاري، برقم (3406) ومسلم برقم (2886).).

    يبين هذا الحديث الشريف عِظَمَ خطر الفتن والحث على تجنبها والهرب منها، ومن التسبب في شيء من أسبابها والبعد عنها، فإن شرها وفتنتها يكن على حسب التعلق بها.
    - قوله: «ستكون فتن» المقصود بالفتنة هنا في هذا الحديث: ما ينشأ عن الاختلاف في طلب الملك حيث لا يُعلم الحق من الباطل(ابن حجر، فتح الباري، (13/34). ومن أراد البحث في معنى الفتنة وما يُقصد بها فليرجع إلى فتح الباري، (13/5). ).
    - قوله: «القاعد فيها خير من القائم» وفي رواية عند مسلم: «النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القائم»(رواه مسلم برقم (2886). ) فيكون المعنى إذاً: أي القاعد في زمانها عنها، والمراد بالقائم الذي لا يستشرفها.
    - قوله: «والقائم فيها خير من الماشي» المراد بالماشي: من يمشي في أسبابه لأمر سواها، فربما يقع بسبب مشيه في أمر يكرهه. قال ابن التين نقلا عن الداودي: (أن المراد من يكون مُباشرا لها في الأحوال كلها، يعني أن بعضهم في ذلك أشد من بعض، فأعلاهم في ذلك الساعي فيها بحيث يكون سببا لإثارتها، ثم من يكون قائما بأسبابها وهو الماشي، ثم من يكون مباشرا لها وهو القائم، ثم من يكن مع النظارة ولا يقاتل وهو القاعد، ثم من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان، ثم من لا يقع منه شيء من ذلك ولكنه راض وهو النائم والمراد بالأفضلية في هذه الخيرية من يكون أقل شرا ممن فوقه على التفصيل المذكور) ( ابن حجر، فتح الباري، (13/34).).
    - قوله: «من تشرف لها» أي: تطلع لها بأن يتصدى ويتعرض لها ولا يُعرض عنها.
    قوله: «تستشرفه» أي: تهلكه بأن يُشرف منها على الهلاك.
    يقال: استشرفت الشيء علوته وأشرفت عليه، يريد من انتصب لها انتصبت له، ومن أعرض عنها أعرضت عنه، وحاصله أن من طلع فيها بشخصه قابلته بشرها.
    ويحتمل أن يكون المراد: من خاطر فيها بنفسه أهلكته، كقول القائل: من غالبها غلبته( ابن حجر، فتح الباري (13/31).).
    - قوله: «ملجأ» أي: يلتجئ إليه من شرها.
    - قوله: «معاذًا» أي: ليعتزل فيه ليسلم من الفتنة.
    وقد جاء تفسير هذا المعاذ والملجأ عند مسلم من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- ولفظه: «فإذا نزلت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله -وذكر الغنم والأرض-» قال رجل: يا رسول الله أرأيت من لم يكن له؟ قال: «يعمدُ إلى سيفه فيدُقَّ على حده بحجر ثم لينجُ إن استطاع( رواه مسلم برقم (2887).)».
    وقد اختلف العلماء في حكم الدخول في القتال بين المسلمين: منهم من حمل عدم الدخول في القتال بين المسلمين، وعلى المسلم أن يلزم بيته أو يتحول عن بلد الفتن. أما إذا هجم عليه شيء من ذلك، فإنه يكف يده ولو قُتل، ومنهم من قال: يدافع عن نفسه وعن ماله وهو معذور إن قَتل أو قُتل.
    أما إذا تحاربت طائفتان من المسلمين وجب على كل قادر الأخذ على يد المخطئ ونصرُ المصيب والقيام معه بمقاتلة الباغين، كما قال تعالى: ((فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )) [الحجرات: 9] الآية، وهذا هو قول الجمهور( انظر: ابن حجر، فتح الباري، (13/34) ما بعدها بتصرف.).
    قال الطبري: (والصواب أن يقال: إن الفتنة أصلها الابتلاء، وإنكار المنكر واجب على كل من قدر عليه، فمن أعان المحق أصاب ومن أعان المخطئ أخطأ، وإن أشكل الأمر فهي الحالة التي ورد النهي عن القتال فيها) ( ابن حجر، فتح الباري، (13/35).).
    وقال بعض العلماء: إن الأحاديث وردت في حق ناس مخصوصين، وأن النهي مخصوص بمن خوطب بذلك.
    وقيل: إن أحاديث النهي مخصوصة بآخر الزمان، حيث التحقيق أن المقاتلة إنما هي في طلب الملك( ابن حجر، فتح الباري، (13/35).). ويؤيد هذا الرأي ما رواه ابن مسعود -رضي الله عنه- قلتُ: يا رسول الله ومتى ذلك؟ قال: «أيام الهرج»، قلت ومتى؟ قال: «حين لا يأمنُ الرجل على نفسه»(رواه أبو داود برقم (4258). ).

    .
    المُكَدِّي
    المُكَدِّي
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 226
    نقاط : 401
    تاريخ التسجيل : 12/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف المُكَدِّي 25.11.10 3:02

    جزاكم ربكم خيرا على الموضوع الطيب يا طيبون

    وأسأل الله تعالى أن يرضى عنك رضا لا يسخط عليك بعده أبداً
    ضي القمر
    ضي القمر
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 187
    نقاط : 274
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    20  حديثاً في الخيرية Empty رد: 20 حديثاً في الخيرية

    مُساهمة من طرف ضي القمر 22.12.10 22:12

    وجزاك بمثله الله تعالى وزيادةأخي الكريم
    وأسأله تعالى أن يجعلك مباركا ويرزقك الفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابقة عذاب

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.05.24 17:39